الجمعة، 16 ديسمبر 2011

دراسة تحليلية لرسالة ماجستير بعنوان : "مشكلات المراهقات الاجتماعية والنفسية والدراسية"

بسم الله الرحمن الرحيم





دراسة تحليلية لرسالة ماجستير بعنوان :



"مشكلات المراهقات الاجتماعية والنفسية والدراسية"

دراسة وصفية على عينة من الطالبات السعوديات في

المرحلة المتوسطة في المدارس الحكومية في مدينة الرياض



للطالبة / خولة بنت عبدالله السبتي العبدالكريم















الفصل الأول

المقدمة :

   الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين وبعد :

فهذه دراسة تحليلية موجزة لرسالة ماجستير تتعلق بدراسة مشكلات المراهقات وهي من أهم المراحل العمرية للانسان وهي المرحلة الكبرى  المؤثرة فيه وفي مجتمعه فمرحلة المراهقة تعد من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة التي تتسم بالتجدد المستمر، والترقي في معارج الصعود نحو الكمال الإنساني الرشيد، ومكمن الخطر في هذه المرحلة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد، هي التغيرات في مظاهر النمو المختلفة (الجسمية والفسيولوجية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والدينية والخلقية)، ولما يتعرض الإنسان فيها إلى صراعات متعددة، داخلية وخارجية) .





      أهداف الدراسة:

1-    لمعرفة المشكلات النفسية التي تواجه المراهقات .

2-   معرفة الطريقة العلمية للدراسة التحليلية للرسائل العلمية .

3-   معرفة الايجابيات لتعزيزها والسلبيات لتفاديها في هذه الرسالة .

4-   تبيين خطورة مرحلة المراهقة للمربين .



    أهمية الدراسة :

   تكمن أهمية الدراسة التحليلية لهذه الرسالة لمعرفة منهجية الباحث في هذه الدراسة وهل وفق في ذلك ام لا وفي طريقة طرحه للموضوع وهل أجاب على أسئلة البحث ، وتم اختيار هذه الرسالة  لاهمية هذا الموضوع وبالذات في هذه المرحلة ، حيث أن المراهقين في هذه المرحلة غير مدركين لمشكلتهم وخاصة الذين يصابون بنوبات الخوف والانطواء والبعد عن الانخراط في المجتمع ، سواء المجتمع الصغير (الأسرة ) أو المجتمع الكبير (مجتمع المدرسة والرفاق) . لذلك فإن مرحلة المراهقة تعد مرحلة انتقالية وفاصلة في تحديد شخصيتهم إما بالسلب أو بالإيجاب .





تساؤلات الدراسة :

هناك تساؤل رئيس وهو : ماالمشكلات النفسية التي تواجه الفتيات في مرحلة المراهقة ؟

وهناك تساؤلات فرعية وهي :

1-   ما الفرق بين المراهقة والبلوغ ؟

2-   ما هي الأسس النفسية لإرشاد المراهقين ؟

3-   ماهو مفهوم المراهقة وما هي مراحلها ؟

4-   ماهي مراحل وجوانب النمو المختلفة للمراهقين ؟



منهج الدراسة :

استخدم الباحث المنهج التحليلي في الدراسة حيث تعرض لكل جزء من البحث بالوصف الشامل والتحليل حتى تكون أكثر وضوحاً ، وابراز الايجابيات وذكر السلبيات .







تحديد مشكلة البحث :

المشكلات النفسية التي تقابل المراهقين مع أسرهم وفي مجتمعهم عديدة ونذكر من أهمها :

1-   عدم وجود علاقة تربط بين الإبن ووالديه .

2-   لا يوجد لغة حوار بين الأبن وإبنه والبنت وأمها نظراً لظروف المجتمع .

3-   عدم بوح الأولاد لوالديهم بظروفهم الخاصة نظراً للعادات والتقاليد وانشغال الأب والأم عن أولادهم

4-   إن مرحلة المراهقة مرحلة عدم اتزان في الشخصية وتعتبر في حد ذاتها مشكلة .







المصطلحات والتعريفات :



المشكلة:

تعرف المشكلة: بأنها حاجة لم تشبع، أو جود عقبة أمام إشباع بعض الحاجات. كما

عُرفت بأنها: (موقف غامض لا نجد له تفسيرًا محددًا (عبيدات وآخرون، ٦٤:١٩٩٣

المشكلة الاجتماعية:

وقد عرفها غيث بأنها " موقف يؤثر في عدد من الأفراد، بحيث يعتقدون أو يعتقد الأعضاء الآخرون في المجتمع بأن هذا الموقف هو مصدر الصعوبات والمساوئ .

مشكلة العلاقة الأسرية:

 ويقصد بها نوع العلاقات القائمة بين أفراد الأسرة. وقد تم حصرها في تساؤلين هم هل تعاني المراهقة من مشكلة الشجار الأسري؟ وهل تعاني من مشكلة عدم انصات الوالدين لها؟

 مشكلة العلاقة مع الرفاق: 

يقصد بها التعرف على أهمية جماعة الرفاق في حياة المراهقة. وقد تم تحديدها في تساؤلين هما هل ترغب المراهقة في الجلوس مع صديقاتها؟ وهل تقتنع بالكثيرمن آراء صديقاتها .

مشكلة التمرد على السلطة: 

يقصد بها التعرف على نوع السلوك الذي يصدر من المراهقة نحو من يمثلون السلطة بالنسبة لها. وقد حُصرت في تساؤلين هما هل تستمتع المراهقة عند مخالفتها للأنظمة والتعليمات؟ وهل ترفض أن تتدخل والدتها في طريقة اختيارها لملابسها؟

المشكلة النفسية:

وقد عرفتها منيرة حلمي بأنها "شيء يشعر به الفرد، ولكنه لا يجد حلاً مباشرًا له"   كما تم تعريفها بأنها: عبارة عن المشكلات التي تتعلق بالنفس وانفعالاتها، وقد تنعكس آثار المشكلات على الفرد، وتسبب له اضطرابات انفعالية تختلف شدتها باختلاف حدة المشكلات واختلاف طبائع الأمور  .





مشكلة الخجل:

والمقصود بها نوعية المشاعر التي تنتاب المراهقة في المواقف الاجتماعية التي تمر بها. وقد تم حصرها في تساؤلين هما هل تملك المراهقة الجرأة على سؤال المعلمة أثناء الدرس؟ وهل تستطيع الإجابة على أسئلة الكبار دون تلعثم؟

مشكلة الانطواء:

ويقصد بها التعرف على مدى رغبة المراهقة في مشاركة الآخرين في الأنشطة الاجتماعية وتبادل الحوار. وقد حُددت في تساؤلين هما هل تفضل المراهقة الجلوس بمفردها؟ وهل ترغب في الحديث أم تفضل الصمت؟

مشكلة العدوانية:

والمقصود بها التعرف على نوعية السلوكيات التي تصدر من المراهقة ضد الآخرين وتقصد بها إلحاق الأذى بهم. وقد تم حصرها في تساؤلين هما هل تتلفظ المراهقة بكلام غير لائق عند الغضب؟ وهل ُتعجب بالطالبة التي تقاطع المعلمة أثناء الشرح؟

مشكلة الخوف:

ويقصد بها التعرف مشاعر المراهقة الداخلية تجاه بعض المثيرات التي قد تنذر بالخطر. وحُصرت بتساؤلين هما هل تشعر المراهقة بالخوف بشكل دائم؟ وهل تعاني من الخوف من فقدان أحبائها؟

خامساً : المراهقة :

ويعني التدرج Adolescero مشتقة من الفعل اللاتيني Adolescence المراهقة

نحو النضج الجنسي والجسمي والعقلي والاجتماعي والسلوكي، وهي فترة نمو تبدأ

بالبلوغ حيث يتحقق النضج الجنسي، ونهايتها الرشد حيث يتحقق النضج الاجتماعي،

والانفعالي، ولكن وقت ذلك يختلف بصورة واضحة بين الأفراد تبعًا لعوامل الوراثة

والصحة والغذاء والمناخ، فقد يبدأ النضج الجنسي في العاشرة، وقد يتأخر حتى

الخامسة عشرة، كما أن النضج الاجتماعي والاستقلال عن الكبار قد يتحقق ما بين

الثامنة عشرة والحادية والعشرين، وقد يتأخر عن ذلك .



سادساً : المشكلة الدراسية:

هي المشكلات التي تواجه الطالبة في المدرسة، ومن هذه المشكلات ما ينتج عن عدم

قدرة الطالبة على التحصيل الدراسي، إما بسبب عدم الانتظام الدراسي والغياب

المتكرر، أو لصعوبة المادة الدراسية، أو لسوء طريقة التدريس، أو لعدم قدرة الطالبة

على استيعاب المادة وفهمها، مما ينتج عنه إهمال الطالبة للمادة، ومن ثم تأخرها الدراسي.



الدراسات السابقة :

دراسة الشريف عام ١٩٨٤ ) عن المعاملة الوالدية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي للفتاة

المراهقة بالمرحلة المتوسطة ودور خدمة الفرد حيالها، رسالة ماجستير).

دراسة شهاب عام ١٩٥٣ ) وتناولت مشكلات المراهقين بين طلاب وطالبات المدارس

الثانوية في مناطق مختلفة في مصر، وقد أجريت هذه الدراسة على عينة شملت ١٠٣٥ طالبًا وطالبة .

دراسة حلمي في عام ١٩٦٥ ) تناولت مشكلات الفتاة المراهقة في مصر على عينة من٩17 طالبة، وكان الهدف منها اكتشاف الحاجات الإرشادية للفتيات المراهقات من تلميذات المدارس الثانوية بالقاهرة).

دراسة عبدالحميد وآخرون في العراق في عام ١٩٦٧ ) حول مشكلات المراهقة في

المرحلة المتوسطة) .

دراسة الدوسري عام ١٩٨١ ) وكان موضوعها الحاجات الإرشادية لطلاب المدارس

الثانوية بالمنطقة الشرقية بالمملكة) .

دراسة الطحان عام ١٩٨١ ) وكان موضوعها حول مشكلات المراهق وطرق معالجتها

في سوريا.)

دراسة الزهراني عام ١٩٨٥ ) وموضوعها مشكلات طلاب المرحلة الثانوية وحاجاتهم

الإرشادية بمنطقة الباحة .)

دراسة الخراشي عام ١٤١٣ ) بعنوان المشكلات النفسية والتعليمية الشائعة لدى طلاب

المرحلتين الثانوية والمتوسطة بمدينة الرياض).



الفصل الثاني



أولا: نبذة عن المؤلف :



خولة بنت عبدالله السبتي العبدالكريم :

·       طالبة دراسات عليا -  في جامعة الملك سعود – بكلية الآداب – قسم الدراسات الإجتماعية – بالرياض .

·       تخرجت الطالبة من نفس الكلية في نفس الجامعة .

·       حصلت الطالبة على الماجستير عام 1425هـ - 2004م وكانت الرسالة بعنوان :

" مشكلات المراهقات الاجتماعية والنفسية والدراسية : دراسة وصفية على عينة من الطالبات السعوديات في المرحلة المتوسطة في المدارس الحكومية في مدينة الرياض "



ثالثا : معلومات عن الرسالة :



عنوان الرسالة ( مشكلات المراهقات الاجتماعية والنفسية والدراسية : دراسة وصفية على عينة من الطالبات السعوديات في المرحلة المتوسطة في المدارس الحكومية في مدينة الرياض ) .

الطبعة الأولى ( بعد التعديل ) 1425هـ - 2004م

عدد صفحات الرسالة 162 صفحة .

طبعت الرسالة في جامعة الملك سعود في عام 1425هـ - 2004م .

 وهي منشورة في مكتبة جامعة الملك سعود الالكترونية .





ثانيا : استعراض الرسالة :



لقد قسم المؤلف كتابه إلى ست فصول وجاءت مرتبة على النحو التالي : 

1-   مقدمة .

2-   الفصل الأول – المدخل إلى الدراسة

3-    الفصل الثاني: المعطيات ‏النظرية للدراسة

4-   الفصل الثالث: الدراسات السابقة

5-   الفصل الرابع: الإجراءات المنهجية للبحث

6-    الفصل الخامس: نتائج التحليل الإحصائي للدراسة

7-   الفصل السادس : النتائج العامة -  التوصيات-  ملخص البحث

8-    قائمة المراجع

9-   الملاحق .





رابعا : وصف موجز لفصول الرسالة :



الفصل الأول :

           المقدمة



    تعتبر مرحلة المراهقة من أهم مراحل حياة الإنسان، ينتقل خلالها من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد ، ويصاحب ذلك العديد من التغيرات الفسيولوجية والنفسية والعقلية والانفعالية والاجتماعية ، وتوصف مرحلة المراهقة بأنها مرحلة مشكلات بسبب التغيرات التي تصاحبها . فصحة الفرد النفسية تتوقف على اجتياز تلك المرحلة بالطمأنينة والاستقرار . فالمشكلات التي تعترض حياة المراهق قد تؤدي إلى تقوقعه حول ذاته ، أو اتسامه ببعض سمات العدوانية ، وبالتالي قد يؤثر ذلك على مستواه الدراسي ، و أحيانا على علاقته بأسرته وأصدقائه ومدرسته ومجتمعه .

فمرحلة المراحقة تتطلب وعياً كبيرا من المحيطين بالمراهق ، لتفهم ما يطرأ على طباعه وسلوكياته ،ومساعدته على تجاوزها والتغلب عليها ، فالبيئة الاجتماعية المحيطة بالمراهق قد تسبب له نوعاً من الضغط على سلوكياته وتصرفاته مما قد يوترهويخلق له مشكلات تحتاج إلى علاج مهني .

وهذا البحث وجه للكشف عن بعض المشكلات الاجتماعية والنفسية والدراسية (التأخر الدراسي) للمراهقات (العلاقات الأسرية ،العلاقات الاجتماعية مع الرفاق ، التمرد على السلطة ، الخجل ، العدوانية ، الخوف ، الانطواء ، صعوبة المواد الدراسية ، الحصول على درجات ضعيفة ) .

ولخصوصية المجتمع السعودي التي اتصف بها من خلال التزامه بالدين الإسلامي ، رأت الباحثة تطبيق هذه الدراسة على عينة من الطالبات السعوديات في المرحلة المتوسطة ، وذلك للكشف عن مشكلات المراهقات السعوديات .

ثم عرض أهداف الدراسة والمشكلة وأهميتها وطرح أسئلة الدراسة .

الفصل الثاني :



المعطيات النظرية :

يمر الفرد في حياته بمراحل نمائية متعددة، ومن الثابت علميًا أن كل مرحلة من هذه

المراحل تتأثر بما قبلها، وتمهد لما بعدها ، أي أن النمو عملية متصلة ومستمرة ، والنمو

في جوانبه المتعددة سواء كانت بيولوجية ، أو معرفية ، أو اجتماعية ، لا تقف عند

مرحلة المراهقة فقط ، بل يستمر النمو.  فالفرد ينتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد ماراً بمرحلة المراهقة التي تأخذ شكلاً متميزًا ومميزًا لها في جوانب النمو

المختلفة .



أهمية مرحلة المراهقة:

المراهقة مرحلة أساسية في حياة الإنسان، حيث ينتقل خلالها من الطفولة إلى الرشد

فالمراهق تخطى مرحلة الطفولة، ولكنه لم يصل بعد إلى مرحلة النضج الكامل، وهنا تكمن الخطورة، فهذه المرحلة مرحلة انتقال من حال إلى حال يصاحبها تغيرات في جميع جوانب الشخصية، وهذه التغيرات تكون سريعة ومتلاحقة تفاجئ المراهق كما تفاجئ من حوله .

ويذهب بعض الباحثين إلى وصف مرحلة المراهقة بأنها فترة ولادة جديدة، حيث تتفتح فيها القدرات والاستعدادات والميول والصفات الشخصية، ويكتسب فيها الفرد من الخبرات والعادات ما يؤهله للحياة المستقبلية .

فالمراهقة نقطة بارزة في تكوين الشخصية وتحديد مقوماتها، وعليه فإن ما يتعرض

له الفرد في هذه المرحلة من أزمات نفسية وصعوبات مختلفة تترك أثرًا ضارًا في

شخصيته ، فانتقال المراهق من عالم الأطفال إلى عالم الكبار تتخلله مصاعب عديدة، إذ يجهل ماهية العالم الجديد، كما يقيم الكبار أنفسهم بعض الصعاب في سبيل انتقاله إلى عالمهم، فتارة يعاملونه كطفل، وتارة أخرى يعاملونه كراشد، وهو لذلك يقف على حدود عالم الكبار، ويسمى في علم النفس الاجتماعي بالفرد الهامشي، الذي لا ينتمي إلى هذه الجماعة ولا تلك، أو أنه على الأقل غير متأكد من انتمائه، والفرد الهامشي يعاني من صراع نفسي، و اضطراب عاطفي، وحساسية زائدة، وتذبذب في سلوكه بين المفاخرة والمباهاة، أو الخجل والانزواء، والاعتداء والمسالمة، وغير ذلك من السلوك المتناقض، ويعاني المراهق من هذه الأمور كلها  .

لهذه الاعتبارات مجتمعة كانت مرحلة المراهقة مرحلة هامة من مراحل النمو، حيث

إن صحة الفرد النفسية تتوقف إلى حد كبير على اجتياز تلك المرحلة بدون أن تترك مشكلات في شخصية الفرد يصعب التصدي لها في مراحل النمو التي تليها.



معنى المراهقة:

ويعني التدرج Adolescero مشتقة من الفعل اللاتيني Adolescence المراهقة

نحو النضج الجنسي والجسمي والعقلي والاجتماعي والسلوكي، وهي فترة نمو تبدأ

بالبلوغ حيث يتحقق النضج الجنسي، ونهايتها الرشد حيث يتحقق النضج الاجتماعي،

والانفعالي، ولكن وقت ذلك يختلف بصورة واضحة بين الأفراد تبعًا لعوامل الوراثة

والصحة والغذاء والمناخ، فقد يبدأ النضج الجنسي في العاشرة، وقد يتأخر حتى

الخامسة عشرة، كما أن النضج الاجتماعي والاستقلال عن الكبار قد يتحقق ما بين

الثامنة عشرة والحادية والعشرين، وقد يتأخر عن ذلك .

-         والمعنى اللغوي للمراهقة هو المقاربة، فأرهقته دانيته وراهق الشيء قاربه، وهي والتي Puberty  تعني الاقتراب من الحلم، وتختلف كلمة المراهقة عن كلمة البلوغ تعني التدرج نحو النضج الجنسي فقط  .



-         أما المراهقة اصطلاحًا: فيطلقها علماء نفس النمو على الفترة الزمنية التي تتوسط

مرحلة الطفولة والرشد. أو هي المرحلة التي يقترب فيها الطفل غير الناضج من النضج الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي  .

وقد عرفها آخرون بأنها النضج حيث يترك الطفل مرحلة عمرية تقتضي الحماية من الآخرين وينتقل إلى مرحلة عمرية يصبح فيها مستقلاً وقادرًا على حماية نفسه .





تحديد فترة المراهقة:

تتفق آراء معظم الباحثين على أن فترة المراهقة هي تلك الفترة من العمر التي تمتد فيما بين (12-21) من العمر .

ويقسمها بعضهم إلى المراهقة المبكرة وتمتد من (12-16) من العمر ، والمراهقة المتأخرة وتمتد من (17-21) من العمر .

حين قسمها آخرون إلى مراهقة مبكرة وتمتد من (١٣-16) من العمر ، و مراهقة متأخرة تمتد من (17-21) من العمر .

 بينما قسمها زهران إلى ثلاثة أقسام على الشكل التالي:

-          مرحلة المراهقة المبكرة من سن  (12-14) وهي تقابل المرحلة المتوسطة ،

-         مرحلة المراهقة الوسطى من سن  (15-17) وهي تقابل المرحلة الثانوية ،

-         مرحلة المراهقة المتأخرة من سن (18-21) وهي تقابل المرحلة الجامعية .



الاتجاهات المختلفة في تفسير المراهقة:

تعددت الاتجاهات التي اهتمت بدراسة المراهقين و تفسير أسباب مشكلاتهم، ومن

أهم وجهات النظر ما يلي:

الاتجاه الأول:الاتجاه البيولوجي في تفسير المراهقة:

يركز هذا الاتجاه على المحددات الداخلية للسلوك "المحددات البيولوجية" وظهر هذا

الاتجاه على يد (ستانلي هول) والذي اعتبر المراهقة مرحلة عواصف وضغوط

تولد فيها شخصية الإنسان من جديد، وقد اعتبر التغيرات السلوكية التي تحدث خلال

المراهقة تخضع كلية لسلسلة من العوامل الفسيولوجية التي تحدث نتيجة إفرازات الغدد.

الاتجاه الثاني: الاتجاه الاجتماعي "الأنثروبولوجي":

يركز هذا الاتجاه على المحددات الخارجية للسلوك "المحددات الاجتماعية والثقافية

هذا الاتجاه والقيم المكتسبة" .

فالأنماط الخاصة بالسلوك تختلف باختلاف البيئات الاجتماعية والثقافات، حيث ظهرت أهمية البيئة والثقافة في تنويع دوافع السلوك التي تم تحديدها بيولوجيًا في ميدان الدراسات الأنثربولوجية ، فالدراسات التي قامت بها مرجريت ميد على قبائل السامو أوضحت أن المشكلات التي تواجه المراهقين تختلف من ثقافة إلى أخرى، لذلك لا بد من التفكير بمشكلات المراهق على ضوء بيئته الاجتماعية والثقافية إلى أن الظروف الأسرية التي يعيش  فيها الطفل أثناء البلوغ تؤثر في نموه الانفعالي وتسبب له الاضطرابات والقلق أكثر من عمليات البلوغ الجنسي والجسمي، فالمراهقة ليست فترة تأزم واضطراب لكل المراهقين ، فالمراهق لا يتأزم إلا إذا وجد نفسه في بيئة كلها قيود وإحباطات ، وشعر بالعجز عن مواجهتها والتغلب عليها .



 الاتجاه الثالث: التفاعل المتبادل بين العوامل البيولوجية والاجتماعية:

يركز هذه الاتجاه على التفاعل بين المحددات الداخلية والخارجية للسلوك، وقد تزعم هذا الاتجاه ليفين حيث أرجع المشكلات التي يعاني منها المراهق بأن فترة المراهقة تشكل تغيرًا في الانتماء الاجتماعي لدى المراهق، فبعد أن كان ينتمي إلى جماعة الأطفال أصبح ينتمي إلى جماعة الراشدين من حيث السلوك، وأن هذا الانتقال يشكل صعوبة بالنسبة للمراهق، لأنه ينتقل من عالم معروف إلى عالم جديد غير معروف لديه من الناحية النفسية. لذلك يشعر المراهق بالحيرة، لا يستطيع اللعب كما اعتاد أو التحرك كما يشاء، بل إنه أصبح مرتبطًا بقيم وعادات جماعة جديدة تمثل مستوى أرقى من المستوى الطفولي الذي كان ينتمي إليه. كما يشير إلى أن

جسم المراهق وما يتناوله من ثورة في النمو والتغيرات الكيماوية تجعل المراهق حائرًا لا يدري كيف يستجيب لها خصوصًا تلك التي تتصل بالنضج الجنسي.



ونخلص إلى عدة نتائج أصبحت مقبولة عند المشتغلين بالمراهقة، وهي كالآتي:

١- إن فترة المراهقة ليست أزمة بالضرورة لجميع المراهقين، فقد يجتازها بعضهم دون معاناة تذكر، في حين يواجه البعض الآخر توترات ومشكلات عديدة.

٢- يتعرض المراهقون إلى عددٍ من المشكلات والتوترات والصراعات، وقد يختلفون في طرق التصدي والاستجابة لها.

٣- المشكلات التي تواجه المراهقين ترجع إلى طبيعة النمو وإلى الظروف البيئية المحيطة بالمراهق.

٤- تتشابه بعض مشكلات المراهقين، وذلك نتيجة للتغيرات التي تطرأ عليهم، في حين تختلف بعض المشكلات التي يتعرضون لها، وذلك من حيث النوع والحدة مما ينبه الأذهان إلى أهمية المجال الاجتماعي للمراهق .



أشكال المراهقة:

لا يوجد نمط واحد للمراهقة، فهي تأتي في أشكال متعددة وأساليب متنوعة، وقد

حاول علماء النفس وضع تقسيم للمراهقين بحسب الأنماط السلوكية السائدة في كل

جماعة منهم، وهذا التقسيم هو:



أولاً: المراهقة المتكيفة:

يمتاز هذا النوع من المراهقين بالهدوء والاتزان الانفعالي، والعلاقة الجيدة مع الآخرين في الأسرة والمدرسة والمجتمع. كما يشعر المراهق بتقدير المجتمع له وتوافقه

معه، ولا يسرف المراهق في أحلام اليقظة أو الخيال أو الاتجاهات السلبية. فالمراهق

مدرك لمسؤولياته، متقبل لذاته، واعٍ للتغيرات التي تحدث له. فالمراهقون في هذا النمط يصلون إلى النضج في يسر وسهولة، وذلك عندما يضع الآباء حدودًا وضوابط على

سلوكهم، ويتخذون موقفًا إيجابيًا يتسم بالحب والتعاطف .





ثانيًا: المراهقة الانسحابية المنطوية:

حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة ومن مجتمع الأصدقاء وينطوي على نفسه ويفضل تأمل ذاته ومشكلاته منفردًا  .

ثالثًا: المراهقة العدوانية المتمردة:

هذا النمط من المراهقة يتسم سلوك المراهق فيه بالعدوان على نفسه وعلى غيره من

الناس والأشياء .

رابعًا: المراهقة المنحرفة:

يمتاز هذا النوع بانغماس المراهق في ألوان السلوك المنحرف: كالإدمان على المخدرات ، أو السرقة، أو تكوين عصابات، أو الانحلال الخلقي، أو الانهيار العصبي. وقد يكون أفراد هذا النوع قد تعرضوا إلى خبرات شاذة، أو صدمات عاطفية عنيفة، مع انعدام الرقابة الأسرية، أو القسوة الشديدة في المعاملة، وتلعب جماعة الرفاق السيئة دورًا مهمًا في هذا النوع من المراهقة  .



المتغيرات الرئيسة التي تحدد المراهقة:

ان هناك عوامل ومحددات تلعب دورًا في تحديد شكل المراهقة منها ما يلي:

١- عوامل تتعلق بسرعة التغيرات الجسمية والجنسية والاجتماعية والانفعالية، ويترتب على هذا التغير ظهور حاجات واهتمامات جديدة، فإن تمكَّن المراهق من إشباعها مرت فترة مراهقته بهدوء.

٢- عوامل تتعلق بغموض البيئة الجديدة للمراهق، فإن تمكن المراهق من استكشاف بيئته الجديدة، واستطاع الانسلاخ عن أساليبه الطفولية واستبدالها بنماذج أرقي من السلوك تمكنه من التعامل مع الراشدين، كلما ساعد ذلك على أن تكون مراهقته هادئة ومتكيفة.

٣- عوامل أسرية تتعلق بأساليب المعاملة التي يتلقاها المراهق، فمعاملة الوالدين القائمة على تفهم حاجات المراهق للاستقلال وتأكيد الذات والتقدير، والقائمة على التوازن بعيدًا عن التساهل والإهمال والتسلط، كل تلك الأمور تقود إلى مراهقة متكيفة. أما التجاهل الشديد لرغبات وحاجات المراهق، وإجباره على التبعية والمعاملة التي تقلل من قيمته قد تدفعه إلى مراهقة غير متكيفة .

٤- عوامل تتصل بالرفاق والراشدين فموقف الراشدين، من المراهق وتفهمهم له أمر حيوي في مساعدته على تخطي مشكلاته، كما أن لأصدقاء المراهق أهمية كبيرة في نموه، فجماعة الأقران هي التي تهيئ الجو المناسب للتعاون والتفكير الجماعي، وتشبع عنده حاجته للتقدير، وتتيح له فرصة النمو الاجتماعي والخلقي السليم، ولكن قد تنحرف الجماعة بنشاطها فتنمي لدى المراهق روح التخريب والعدوان والانحراف.

٥- عوامل تتعلق بكثرة الإحباطات التي يواجهها المراهق، فتعرض المراهق للإحباطات الشديدة تحول دون تحقيق رغباته وحاجاته، وتبعث في نفسه اليأس والقنوط، وقد تدفعه للجريمة. وقد يكون مصدر هذه الإحباطات المجتمع، أو الأسرة الرافضة لجميع مطالب المراهق وآرائه. فإن اشتدت هذه الإحباطات قد تدفع المراهق إلى تحقيق رغباته عن طريق الحيل الدفاعية اللاشعورية، كالإسقاط، والتبرير، وأحلام اليقظة.

٦- عوامل تتعلق بخبرات المراهق، فالخبرات التي يمر بها المراهق تلعب دورًا في تحديد مراهقته، فتدريب الطفل على الاعتماد على نفسه، وتحمله المسؤولية، وتنمية قيمه الدينية، وتعرضه لخبرات سارة، وعدم مروره بمواقف مؤلمة، وتوفر فرص التوجيه والإرشاد له، كل ذلك يسهم في صنع مراهقة متكيفة.





حاجات المراهقة:

المقصود بالحاجة هو: "شعور الفرد بنقص شيء أو فقده، فيسعى في طلبه ليدفع عن نفسه الشعور بالخطر، أو يحقق لها رغبتها في الحصول على ما تطلبه أو تميل إليه .

 أو ً لا: الحاجات الجسمية:

وهي التي تتعلق بسلامة الجسم من الجوع والعطش والتعب والتوتر الجنسي والأرق والشعور بالبرد أو الحر والتخلص من الفضلات .





ثانيًا: الحاجات النفسية:

١- الحاجة إلى عبادة الله:

يدخل المراهق أثناء سعيه لتكوين هويته الذاتية في تفاعلات مع المؤسسات الدينية

القائمة في مجتمعه وثقافته، ويسعى من خلالها للحصول على إجابات عن تساؤلاته المتعددة حول ذاته كمخلوق وقدرة الخالق وعظمته .

٢- الحاجة إلى الأمن:

مرحلة المراهقة مرحلة حرجة، فهي فترة انتقالية مؤقتة يعتريها الكثير من التغيرات

السريعة، ولهذه التغيرات تأثير على الاستقرار النفسي للمراهق، فيفقد الأمن والطمأنينة.

٣- الحاجة إلى الحب والقبول:

والحاجة إلى القبول تتضمن الحاجة إلى الحب والمحبة والتقبل الاجتماعي، فالقبول مطلب نفسي واجتماعي لا يستغني عنه الإنسان، فيسعى الفرد للحصول على الرضا والمحبة والتقدير من الآخرين، ويكره أن يستهان به، ويحس بألم وضيق نتيجة لذلك

فيسعى لتلافيه.

٤- الحاجة إلى النمو العقلي والابتكار:

بعدما ينتقل المراهق من عالم الطفولة إلى عالم الراشدين، يجد أن خبراته لم تعد

كافية لكي يستطيع التكيف مع بيئته الجديدة، لذا فهو يحتاج إلى توسيع قاعدته الفكرية، وتحصيل الحقائق وتفسيرها، كما يحتاج إلى خبرات جديدة ومتنوعة، وإلى معلومات تساعد قدراته على النمو اللازم لتحقيق النجاح والتقدم، سواء أكان في مجاله الدراسي، أو في بيئته الاجتماعية بشكل عام .







٥- الحاجة إلى تحقيق الذات:

إن السعي لتحقيق الذات وظيفة يمارسها الإنسان في شتى مراحله العمرية، كل مرحلة بما يناسبها، فالإنسان يقوم بالوظائف الملائمة لقدراته، ويمارس الأدوار المناسبة له والمتوقعة منه، ويشعر جراء ذلك بالقيمة والأهمية، أو ما يسمى بتحقيق الذات.

٦- الحاجة إلى الاستقلال:

يمثل الاستقلال أو الاعتماد على الذات خاصية يمكن ملاحظتها في وقت مبكر من

حياة الفرد وتعتبر رغبة المراهق للاستقلال من أبرز مظاهر حياته النفسية، فهو يسعى إلى الاعتماد على ذاته والاستقلال عن أسرته، فالتغيرات الجسمية التي طرأت عليه أشعرته بأنه لم يعد طفلاً ، فلا يجب أن يحاسب أو أن يخضع سلوكه إلى الرقابة والوصاية من قبل الأسرة. لكنه من ناحية أخرى لا يزال يعتمد على الأسرة في إشباع حاجاته الاقتصادية، وفي توفير الأمن والطمأنينة له .

٧-الحاجة إلى التقدير والمكانة الاجتماعية:

المراهق معجب بنفسه، ومعتد بها، ويعتقد بأنه محط أنظار الناس، وبؤرة اهتمامهم، وهذا ناتج عن فقدانه التوازن الانفعالي والعاطفي، وعن التحولات السريعة المفاجئة التي مر بها مما أشعرته بالاكتمال، وعن قلة خبرته وتجربته اللتين تساعدانه على الواقعية التي تحجّم من جموح فكره وخياله.

٨- الحاجة إلى القيم:

كثيرًا ما تصطدم حاجات المراهق ورغباته بالقيم والتقاليد الاجتماعية، ويؤدي التعارض بين حاجات المراهق وقيم المجتمع إلى صراع داخلي، لذلك لا بد من تعرف المراهق على الطرق المشروعة لإشباع الحاجات، و تشتد حاجة المراهق إلى القيم نتيجة للتناقض بين المبادئ الدينية الخلقية التي آمن بها منذ الصغر، وبين ما يراه ممارسًا بواسطة الكبار من حوله .



ثالثًا: الحاجات الاجتماعية:

١- الحاجة إلى الرفقة:

الرفقة نمط علاقة وقالب اجتماعي صاحب الإنسان منذ بداياته، وذلك لأن الإنسان

كائن اجتماعي بطبعه. فالرفقة تعتبر مصدر من مصادر تربية الإنسان ومعرفته وأنسه

وسروره ومواساته ومساعدته، وهي ذات أثر كبير في حياة الفرد النفسية والاجتماعية

والثقافية. وهي حاجة نفسية لا يستغني عنها الإنسان خاصة في مرحلة المراهقة

٢- الحاجة إلى الزواج:

إن حاجة المراهق للزواج هي حاجة ملحة، وذلك لأنها من الحاجات العضوية

والنفسية، فالحاجة الاجتماعية والنفسية للزواج تشمل أربعة عناصر مترابطة ومتداخلة،

وهي الحاجة: إلى السكن النفسي بالزواج، والحاجة إلى الشعور بالنوع وتحقيقه،

والحاجة إلى الإشباع الغريزي، والحاجة إلى تحقيق التكامل بالزواج

٣- الحاجة إلى العمل والمسؤولية:

العمل هو جوهر الإنسان ومعيار إنسانيته، والكرامة التي أنشأ الله عليها البشر،

تتحقق من خلال قيامهم بالعمل الصالح، فعن طريق العمل يثبت الفرد وجوده ويؤكد

إنسانيته، ويحقق ما يجب أن يتحقق "الوجه العاطفي للعمل"، وينجز ما يفكر في إنجازه .



رابعًا: الحاجات الثقافية:

١- الحاجة إلى الاستطلاع:

يظهر السلوك الاستطلاعي عند الإنسان منذ طفولته، فهو يبحث عن الأشياء

ويجربها ويتعرف عليها. وتعد ظاهر الاستطلاع حاجة يسعى الإنسان من خلالها إلى

الوصول إلى معلومات حول موضوع أو فكرة معينة، حيث يرغب الفرد في الشعور

بفاعليته ومشاركته وقدرته على الاكتشاف.

٢- الحاجة إلى تحديد الهوية:

الإحساس بالهوية يعني أن يرى الإنسان نفسه فردًا متميزًا عن الآخرين، له ميوله

وقيمه واهتماماته وأدواره في الحياة، واختياراته وطموحاته التي قد تختلف أو قد تتفق

مع الآخرين، ولها قدر نسبي من الثبات والاستقرار. ويعد تحديد الهوية من الحاجات

المهمة في المراهقة، فالمراهق يسأل نفسه من أنا ؟ من أكون؟ ما دوري في المجتمع؟

كيف أكسب؟ أي مهنة اختار؟ هل يمكن أن أنجح أو أفشل في حياتي؟.



ميول المراهقين:

يمكن تصنيف ميول المراهقين إلى ثلاثة أنواع وهي كالآتي:

١- الميول الاجتماعية: وهي تلك التي تتعلق بالمواقف الاجتماعية والنشاط

الاجتماعي الذي يبدو أكثر وضوحًا من الفترات التي تسبق مرحلة المراهقة، مثل:

المشاركة في النشاط الاجتماعي المدرسي، ومشروعات خدمة البيئة، والتوجهات

السياسية سواء كانت تتعلق بالسياسية الداخلية، أو بالسياسة الخارجية للدولة، وقد يقوى هذا الميل لدى المراهق فيظهر في شكل جهد واضح لإصلاح الأسرة والأصدقاء.

٢- الميول الشخصية: فالمراهق يهتم بشكله إلى درجة كبيرة ويرجع سبب هذا

الاهتمام إلى التغيرات البدنية، وبعض هذا الاهتمام يعود إلى معرفة المراهق أن ك ً لا

من التقبل الاجتماعي وتحقيق الذات يتأثر بالمظهر العام للفرد. ويرجع إلى ذلك معظم

السلوك الذي يصدر عن المراهقين ويبدو لنا غريبًا وخاصة عند محاولتهم ارتداء أزياء

غير مألوفة، وتصفيف الشعر بطرق غير عادية. وهذه كلها جهود من قبل المراهقين

للحصول على التقبل الاجتماعي، من خلال الالتزام بمعايير الجماعة من ناحية

وحصول المراهق على تحقيق ذاته كشخص له حقوق وامتيازات الراشد من ناحية

أخرى.

٣- الميول الترويحية: قد لا يجد بعض المراهقين فرصة للترويح عن أنفسهم، وقد

يرجع ذلك إلى الضغط المدرسي، لذلك يحتاج المراهق إلى الترويح، فنجده يفضل

الألعاب التي تتطلب قدرًا كبيرًا من الطاقة، في حين أن القراءة الحرة تقل في مرحلة

المراهقة عنها في السنوات المتأخرة من الطفولة وعمومًا فإن الفتيان في هذا السن

يفضلون القراءة حول العلوم والاختراعات في حين تفضل الفتيات القصص الأدبية

وخاصة الرومانسية، كما يفضل المراهقون ذكورًا وإناثًا قراءة المجلات بصفة عامة

على قراءة الكتب، كما يحب المراهقون الاستماع إلى الإذاعة والكاسيت ومشاهدة

الفيديو والتليفزيون، وربما طالبوا بذلك أثناء الاستذكار وليس في وقت محدد .



خصائص مرحلة المراهقة:

لكل مرحلة من مراحل العمر خصائصها التي تميزها عن غيرها من مراحل النمو،

فمرحلة المراهقة لها خصائصها ومظاهرها الخاصة بها والمختلفة عن مرحلة الطفولة

والشباب والرشد والكهولة والشيخوخة ، ومن أهم خصائص مرحلة المراهقة ما يلي :

١- النمو الواضح المستمر نحو النضج في كافة مظاهر وجوانب الشخصية.

٢- التقدم نحو النضج الجسمي.

٣- التقدم نحو النضج الجنسي.

٤- التقدم نحو النضج العقلي، حيث يتم تحقق الفرد واقعيًا من قدراته، وذلك من خلال الخبرات والمواقف والفرص التي يتوافر فيها الكثير من المحكات التي تظهر قدرته وتوضح له حدوده.

٥- التقدم نحو النضج الانفعالي.

٦- التقدم نحو النضج الاجتماعي والتطبع الاجتماعي، واكتساب المعايير السلوكية الاجتماعية والاستقلال الاجتماعي، وتحمل المسؤوليات وتكوين علاقات اجتماعية جديدة، والقيام بالاختيارات واتخاذ القرارات فيما يتعلق بالتعليم والمهنة والزواج.

٧- تحمل مسؤولية توجيه الذات، بذلك يتعرف المراهق على قدراته وإمكانياته، وتمكنه من التفكير واتخاذ القرارات بنفسه.

٨- اتخاذ فلسفة في الحياة، ومواجهة نفسه والحياة في الحاضر، والتخطيط للمستقبل.

أسباب مشكلات المراهقة:

يصاحب التكيف في أي مرحلة من مراحل العمر نوع من التوتر العصبي، فالتكيف

يحتاج إلى تعديل في عادات واتجاهات الفرد، فقد يجد المراهق أن العادات التي اعتاد

عليها في فترة الطفولة، أصبحت لا تناسبه الآن. فيسعى المراهق إلى تبني عادات

جديدة تتلاءم مع وضعه الحالي، ويمر خلال ذلك بتوترات عصبية، تجعل مرحلة

المراهقة بمثابة أزمة بالنسبة للمراهق والمجتمع المحيط به، خاصة في بدايتها، ثم تخف حدة هذه الأزمة تدريجيًا إلى أن يصل المراهق السوي في نهايتها إلى درجة كافية من الاتزان الانفعالي، وتنشأ هذه الأزمة من تضافر عوامل جسمية ونفسية واجتماعية

مختلفة، تخلق في نفس المراهق مجموعة من الصراعات التي تزيد من توتره وقلقة.

ومن هذه العوامل ما يلي:

١- التغيرات الجسمية والفسيولوجية السريعة المفاجئة في شكل المراهق وحجمة

ومظهره وحركته ورغبته الزائدة في الأكل.

٢- ظهور مجموعة من الدوافع الجديدة والغريبة تسبب له الكثير من الحيرة والارتباك، فالمراهق يرغب في الاستقلال وفي تحقيق ذاته، وهي دوافع قدتلاقي رفض من قبل الأسرة والمجتمع مما قد يسبب له صراعات نفسية شتى.

٣- اضطرار المراهق إلى التخلي عن كثير مما اكتسبه من عادات واتجاهات، وإلى تعلم أدوار جديدة مختلفة.

٤- موقف الكبار وأسلوب معاملتهم له، وما يحيطونه به من قيود يراها تعسفية أو لا معنى لها، فإن تصرف كالأطفال سخروا منه، وإن تصرف كالكبار ضحكوا عليه، وإن اقترب من جماعة الكبار أعرضوا عنه، وإن ارتد عن جماعة الصغار لم يرحبوا به. كل ذلك يجعله يشعر أنه غريب عن عالم الصغار، دخيل على عالم الكبار.

إن مشكلات المراهقة متعددة بتعدد جوانب الحياة بحيث يصعب حصرها، لذا يلجأ

المتخصصون إلى تصنيفها في مجالات أو فئات متسعة، مثل: المجال النفسي، المجال

الاجتماعي، المجال المدرسي، المجال الصحي، المجال الاقتصادي… إلخ، ومع أن هذا

التصنيف يسهل الدراسة،إلا أنه عند تناول المشكلات قد يغفل حقيقة هامة، وهي أنه لا يوجد مجال من هذه المجالات يمكن اعتباره منفردًا أو منفصلاً عن المجالات الأخرى،

فتعقد السلوك البشري يحول دون النظر إلى أي مشكلة قائمة بذاتها، ومنعزلة عن بقية المشكلات، فحياة الفرد كُلٌّ لا يتجزأ، وكل مجال من هذه المجالات يتأثر بالآخر، فالمشكلات المدرسية تتأثر بالمشكلات النفسية والاقتصادية وغير ذلك، وهكذا.

إلا أن تصنيف هذه المشكلات في مجالات يساعد على فهم المشكلات بشكل عام في

مجموعات كبيرة تمثل ظاهرة عامة يمكن تناولها بالأساليب الإحصائية في مجال البحوث العلمية  .



مشكلات المراهقة الاجتماعية:

أولاً: مشكلة العلاقة مع الأسرة:

يرى علماء النفس أن المراهق يعيش في صراع دائم مع والديه، وإنه يتمرد على

جميع أوامر الوالدين ويبدي اعتراضه في صورة مختلفة تتضح غالبًا في المكابرة

والعناد .

قد تنشأ مشكلات أسرية عديدة، ومن أكثر المشكلات التي يعاني منها المراهقون في الأسرة ما يلي:

١- رغبة المراهق أن تكون أوضاع أسرته أفضل مما هي عليه.

٢- لا يستطيع المراهق المذاكرة في المنزل لعدم توفر بيئة مناسبة.

٣- يخجل المراهقون من مناقشة آبائهم في مشكلاتهم الخاصة.

٤- لا تتفق آراء المراهقين مع آراء والديهم.

٥- يشعر المراهقون أن والديهم يحدون من حريتهم في معظم الأمور .

أن العلاقة الجيدة بين الأب والمراهق توجد في الأسر التي يحظى الزوج والزوجة فيها بعلاقة جيدة واتصال طيب فيما بينهما، إذ يكونان متفقين على القيم العائلية التي تتحدد على أساسها الأدوار المتوقعة لكل منهما اتجاه الآخر .

الأسر وأثرها على المراهق وهي كالآتي:

١- الأسرة النابذة:

وهي الأسرة التي يكون فيها الابن منبوذًا وغير مرغوب فيه، سواء من قبل الأب أو

من قبل الأم أو من كليهما، فالمراهق في هذه الأسرة يتلقى القليل من العناية والاهتمام،

وقد يسيطر الوالدان على المراهق ويظهر أحيانًا حقدهما عليه. ويشعر الوالدان في

بعض الحالات بالإثم من كرههما لابنهما، فيظهران الحب الشديد له، والمحافظة عليه.

وهناك أسباب كثيرة تدفع الوالدان إلى نبذ ابنهما، ولكن أكثرها شيوعًا: عدم نضجهما انفعاليًا، وتكيفهم السيئ مع الحياة الزوجية. وهذا النوع من الأسر له آثار خطيرة على سلوك المراهق، فهو لا يشعر بالأمن في منزله، ولا يستطيع إشباع حاجاته، وقد يكون المراهق غير اجتماعي، وقد تظهر عليه بعض السلوكيات السيئة كالعدوانية، والكذب، والسرقة والشرود، والقسوة.

٢- الأسرة القابلة الراضية:

هذا النوع من الأسر ترضى عن المراهق وترغب فيه، فالمراهق يحتل فيها منزلة هامة، وينمو في جو من الحب والعواطف الصادقة. وقد دلت البحوث على أن الأبوين اللذين يتقبلان المراهق ويرغبان فيه يكونان قد نشأ في بيوت يسودها الحب والمعاملة الحسنة.

٣- الأسرة المستبدة (الأوتوقراطية) :

وهي الأسرة التي يسيطر فيها الوالدان على المراهق في جميع الأوقات، وفي جميع

مراحل النمو وينوبان عنه في القيام بما يجب عليه أن يقوم هو به. ويتحكمان في جميع

أموره، وقد يهتم الوالدان بابنهما ويحبانه، ولكنهما يخضعانه دائمًا لهما، لأنهما يعتقدان

أن ذلك من مصلحته. فالمراهقون في هذا النوع من الأسر يشعرون بالنقص والارتباك،

ويسهل انقيادهم إلى الانحراف من قبل رفاق السوء.

٤- الأسرة المسرفة في المحافظة على المراهق:

الوالدان في هذه الأسرة يوليان ابنهما اهتمامًا كبيرًا، ويبالغان في العناية به وإظهار

الحب له، ويسرفان في التساهل معه. ولا يرغبان في تقبل التغيرات التي يأتي بها

نموه، فيحاولان أن يبقياه من وجهة نظرهما الانفعالية في مرحلة أدنى من المرحلة التي

يبلغها في نموه. فإذا أصبح في مرحلة المراهقة يظلان يعاملانه كصبي صغير.

فالمراهقون الذين يسرف والداهم في المحافظة عليهم يصعب عليهم النجاح في مستقبل

حياتهم. وذلك لأنهم تعوزهم الثقة بأنفسهم، وضبط انفعالاتهم. كما أن المراهق الذي

يتربى في هذا النوع من الأسر يميل إلى الانطواء والتنصل من المسؤولية والخوف من

التقدم.





٥- الأسرة الديموقراطية:

يعترف الوالدان الديموقراطيان بأن أبناءهم أشخاص يختلف بعضهم عن بعض وأن كلاً منهم ينمو نحو مرحلة من العمر يتمكن فيها من تحمل المسؤولية، فالوالدان يحبان

أبناءهم حبًا كبيرًا، ولكنهما ينظران لهما نظرة موضوعية. فالابن في هذه الأسرة

مطالب ببعض الواجبات بانتظام، وباتخاذ بعض القرارات بنفسه. ولا ينتظر أن يكون

موضع انتباه دائم وعناية مستمرة، وإذا حدث اصطدام بينهم تتم معالجته بالمناقشة

الصريحة، وبروح التعاون والصداقة، ويعاقب الأبناء عندما يسيئون التصرف، ويتمتع

المراهق الذي ينشأ في هذه البيئة المنزلية بحظ وافر من التكيف، حيث يوفر له والداه

الفرص الجيدة لتكوين العادات الانفعالية والاجتماعية التي تفيده في حياته ما يرغب المراهق فيه من والديه في الآتي:

١- أن يكون والداه موضع ثقته.

٢- أن يفصحا له ويعبرا عن مدى ثقتهما به.

٣- أن يمنحاه فرصة للتصرف ضمن الحدود المعقولة، وأن يتوصل إلى اتخاذ

قرارات خاصة به نابعة من أفكاره.

٤- ألا يتدخلا في خصوصياته.

٥- أن تتفق تصرفات والديه مع ما يقولانه، لأنه يعتبرهما قدوة له.

٦- يرفض المراهق نظرة الشك والريبة من والديه له، فهو يرغب أن تكون لديهما

نظرة إيجابية نحوه.

٧- يطمح المراهق وهو مع أسرته إلى الاختلاء بنفسه، ويميل أحيانًا إلى العزلة، وهو بهذا لا يريد أحدًا من أفراد أسرته أن يتدخل في شؤونه الخاصة به.



ثانيًا: مشكلة العلاقة مع الرفاق:

تلعب جماعة الرفاق دورًا هامًا في تكيف المراهق وإعداده للحياة، كما أن لها تأثيرًا

واضحًا على سلوكه وآرائه، فالمراهق في هذه المرحلة يبذل جهدًا كبيرًا للاستقلال عن

البيت والاعتماد على ذاته. إلا أنه في نفس الوقت يخشى من هذا الاستقلال الذي سيحرمه من الأمن الذي اعتاد عليه في طفولته. وخلال ذلك الصراع بين الحاجة إلى الاستقلال والحاجة إلى الأمن، يجد المراهق الأمن الذي ينشده والقدرة على الاستقلال في جماعة الرفاق التي ينضم إليها ويخضع لها.

وتختلف طبيعة العلاقة مع الرفاق عن العلاقة مع الأسرة وذلك من جهتين أساسيتين:

أولهما أن العلاقة الأسرية مفروضة ودائمة وليست اختيارية، في حين أن العلاقة مع

الرفاق يختارها المراهق بنفسه كما أنها قابلة للتغيير، وثانيهما أن الصداقة توسع الخبرة لدى المراهق بطريقة لا تساعد عليها في الغالب العلاقات الأسرية، وذلك لأن الصداقة تعرض المراهق لأنماط جديدة من السلوك، كما تتيح له الفرصة للقيام بأدوار جديدة .



دور جماعة الرفاق في التنشئة الاجتماعية:

١- تأثير جماعة الرفاق أقوى من تأثير الوالدين والراشدين، فالمراهق أكثر مسايرة

لمعايير هذه الجماعة عن الأسرة والمدرسة، فهو يتعامل مع أعضاء جماعة الأصدقاء مع أفراد متجانسين معه، يندمج معهم في الحياة الاجتماعية، ويعبر عن انفعالاته تعبيرًا حرًا دون قيود، في حين أن تعامله مع الكبار يسوده العطف من قبل الكبار له، وخضوع المراهق لهم بهدف كسب رضاهم.

٢- شعور المراهق بالتحرر من قيود الأسرة، وسلطة المدرسة بانتمائه لجماعة الرفاق يساعده على نمو شخصيته واستقلاله .

٣- يؤثر المراهقون في بعضهم البعض، أكثر من تأثير نصائح الكبار وإرشادهم، وذلك لأنهم يفهمون بعضهم البعض، فمشكلاتهم في الغالب واحدة، وميولهم واحدة، وتجاربهم من نوع واحد.

٤- وجود المراهقين في جماعة واحدة وسيلة من وسائل الترفيه والمتعة، وتمضية أوقات الفراغ.

٥- تتيح هذه الجماعات لأعضائها فرص اكتساب الأدوار والاتجاهات الاجتماعية المناسبة، والعادات الاجتماعية الجيدة، مثل: القيادة، والتبعية.

٦- تقي جماعة الأقران أعضاءها من أساليب السلوك المتطرف أو المنحرف، وتقلل من نوازع الأنانية، وتدربهم على التخلي عن مطالبهم الخاصة في حال تعارضها مع مطالب الجماعة.

٧- يمكن لجماعة الأقران تناول الموضوعات الغير مقبولة اجتماعيًا، والتي لا تستطيع الأسرة أو المدرسة الخوض فيها لتعارضها مع القيم والتقاليد السائدة في المجتمع، فتتولى جماعة الأقران هذه المهمة، فتسد جوانب النقص والقصور في مثل هذه الموضوعات بغض النظر عن صحة وسلامة القيام بهذا الدور أو عدم صحته.

٨- تتيح جماعة الأقران لأعضاءها الاطلاع على كل ما هو جديد أو مستحدث مثل التغيرات الجديدة، والموضات، والاتجاهات الأدبية والفنية، بعيدًا عن معارضة الكبار أو رفضهم لما هو جديد. وهذا يثري فكر أعضاء الجماعة ويوسع آفاق المعرفة لديهم، وينمي خبراتهم واهتماماتهم.

٩- تزود جماعة الأقران أعضاءها بما يطلق عليه "هوية الجماعة". وفي هذا تعزيز وتقوية لإحساس المراهق بذاته وهويته من خلال انتمائه لهذه الجماعة.

وتظهر مشكلة العلاقة مع الرفاق عندما ندرك ما للصحبة من أثر كبير على سلوك

المراهق. فالصديق يوثر في سلوك صاحبه ويقتبس ما عنده، ومن ثم يتبادلون الخبرات

والاهتمامات. قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم

من يخالل" أخرجه الترمذي.



ثالثًا: مشكلة التمرد على السلطة:

يظهر على الطفل خلال فترة الطفولة ميل لمقاومة السلطة يصاحبه رغبة في

الاستقلال، إلا أن هذا الميل يزداد حدة أثناء مرحلة المراهقة، حيث يسعى المراهق إلى مقاومة كل ألوان السلطة، وحين يكتشف أن محاولاته تبوء بالفشل يزداد عناده وتحديه، وقد يصدر عنه ما يمكن أن يسمى بسوء السلوك .



مشكلة التأخر الدراسي في مرحلة المراهقة:

يعتبر التأخر الدراسي من أهم المشكلات التي يشكو منها الوالدان والمعلمون، ويحكم

على التلميذ عادة بالتأخر الدراسي، إذا تكرر رسوب. وعرف التأخر الدراسي بأنه "ضعف التحصيل وانخفاض نسبته دون المستوى العادي".

مظاهر التأخر الدراسي:

١- تكرار الرسوب في مادة دراسية واحدة أو أكثر.

٢- الهروب من المدرسة وكرهها والخوف منها.

٣- شرود الذهن والاستغراق في أحلام اليقظة.

٤- الشعور بالخجل والنقص وعدم الثقة بالنفس.

٥- ممارسة السلوك العدواني ضد الآخرين، والثورة على النظام المدرسي، والسرقة من الآخرين  .

الفرق بين التأخر الدراسي والتأخر العقلي:

١- التلميذ المتأخر دراسيًا هو الذي يكون عمره الزمني أكبر بكثير من أصدقائه في

نفس السنة الدراسية، أما المتأخر عقليًا فهو التلميذ الذي يكون عمره العقلي أقل

من عمره الزمني، وبالتالي يصعب عليه التعليل والتفكير والتعامل بالرموز.

٢- يعتبر التأخر العقلي من أسباب التأخر الدراسي، وذلك يعود إلى انخفاض الذكاء

أو بعض القدرات الخاصة اللازمة لعملية التحصيل الدراسي، مثل: القدرة على التذكر، أو القدرة الحسابية، أو اللغوية 



الفصل الثالث :

الدراسات السابقة :

-         دراسة (الشريف عام ١٩٨٤) عن المعاملة الوالدية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي للفتاة المراهقة بالمرحلة المتوسطة ودور خدمة الفرد حيالها، رسالة ماجستير. وكانت أهداف هذه الدراسة كالآتي:

١-المعرفة النظرية بأساليب المعاملة الوالدية للفتاة المراهقة، ومدى تأثيرها على التحصيل الدراسي، والوقوف على هذه الأساليب في المعاملة من الواقع الميداني.

٢-معرفة تأثير المعاملة الوالدية اللاسوية على تحصيل الطالبات، والإسهام في تعديل بعض تلك الأساليب من خلال استخدام طريقة خدمة الفرد.

٣-محاولة التوصل إلى أنسب الأساليب التي يمكن أن يمارسها الوالدان في معاملة المراهقين من الأبناء لتساعدهم على تحسين مستوى أدائهم.

٤-محاولة التوصل إلى بناء مقياس للمعاملة الوالدية من وجهة نظر الفتاة، والذي يمكن

الإفادة منه في التعرف على طبيعة المعاملة السائدة في الأسرة السعودية.

-         دراسة (شهاب عام ١٩٥٣) وتناولت مشكلات المراهقين بين طلاب وطالبات المدارس

الثانوية في مناطق مختلفة في مصر، وقد أجريت هذه الدراسة على عينة شملت ١٠٣٥ طالبًا وطالبة باستخدام استفتاء، قسم إلى اثني عشر مجالاً للمشكلات. وقد تبين من هذه الدراسة أن أهم المشكلات لديهم هي الحياة الدراسية، حيث وصلت نسبتها المئوية ٦١,٤ وظهر للباحث أن هناك فرقًا كبيرًا بين استجابات الطلاب في مختلف المناطق الجغرافية ولا سيما الأسئلة التي تتصل بالنواحي الجنسية، وأوقات الفراغ، والتخطيط للزواج والحياة الأسرية.

-         دراسة (حلمي في عام ١٩٦٥)  تناولت مشكلات الفتاة المراهقة في مصر على عينة من ٩١٧ طالبة، وكان الهدف منها اكتشاف الحاجات الإرشادية للفتيات المراهقات من تلميذات المدارس الثانوية بالقاهرة. وقد استخدمت قائمة (موني) للمشكلات. وقد قسمت مجالات المشكلات إلى أحد عشر مجالاً كما يتضح في النتائج، وبعد تطبيق القائمة وظهور نتائج ترتيب المشكلات استنتجت الحاجات الإرشادية للتلميذات .

-         دراسة (الخراشي عام ١٤١٣) بعنوان المشكلات النفسية والتعليمية الشائعة لدى طلاب المرحلتين الثانوية والمتوسطة بمدينة الرياض. وكانت الدراسة تهدف إلى التعرف على مشكلات طلبة المرحلتين الثانوية والمتوسطة في مدينة الرياض. وأسفرت نتائج البحث عن وجود مشكلات نفسية ومشكلات تعليمية شائعة لدي طلاب المرحلتين معًا، كما أظهرت النتائج أنه يوجد مشكلات نفسية ومشكلات تعليمية حصلت على أقل نسبة شيوع لدى المرحلتين معًا .





الفصل الرابع :

الإجراءات المنهجية للبحث:

-         أولاً: نوع الدراسة

-         ثانيًا: منهج الدراسة

-         ثالثًا: مجتمع الدراسة

-         رابعًا: عينة الدراسة

-         خامسًا: مجالات الدراسة

-         سادسًا: أداة جمع البيانات

-         سابعًا: صدق وثبات أداة جمع البيانات

-         ثامنًا: أساليب التحليل الإحصائي المستخدمة الدراسة

-         تاسعًا: صعوبات الدراسة

 أولاً: نوع الدراسة (وصفية):

تستهدف الدراسات الوصفية تقرير خصائص ظاهرة معينة، أو موقف يغلب عليه

صفة التحديد، وتعتمد على جمع الحقائق وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالتها وتصل

عن طريق ذلك إلى إصدار تعميمات بشأن الموقف أو الظاهرة المدروسة

ثانياً : منهج الدراسة (المسح الاجتماعي):

تعتمد هذه الدراسة على منهج المسح الاجتماعي باستخدام العينة .

ثالثاً : : مجتمع الدراسة:

يقصد بمجتمع الدراسة المجتمع الذي يزمع الباحث على إجراء الدراسة على أفراده،

أي أن كل فرد أو وحدة أو عنصر يقع ضمن حدود ذلك المجتمع، يعد من مكونات ذلك المجتمع وهو في هذه الدراسة يتكون من الطالبات السعوديات في المرحلة المتوسطة في المدارس الحكومية في مدينة الرياض.

رابعًا: عينة الدراسة:

اعتمدت هذه الدراسة على العينات الاحتمالية الطبقية التي تقوم على أساس الاختيار

العشوائي، ففي العينة الاحتمالية نجد أن كل مفردة من مفردات مجتمع البحث لها

فرصة معلومة للاختيار ضمن العينة . وعدد أفراد العينة 383 طالبة من طالبات المرحلة المتوسطة بالرياض .

خامساً : مجالات الدراسة :

وتتضمن المجال الزمني – المجال المكاني – و المجال البشري .

سادساً : أداة جمع البيانات :

استخدمت الباحثة الإستبانة كأداة لجمع البيانات التي تساعدها في اتمام دراسة المتغيرات التي هي بصدد دراستها في هذا البحث .

سابعاً : صدق وثبات أداة جمع البيانات :

وقد تم التحقق من صدق المحتوى من خلال صياغة أسئلة وعبارات الاستبانة،

بحيث تكون معبرة عن أهداف الدراسة وممثلة لها. كما تحقق الصدق الظاهري من

خلال اتساق شكل الاستبانة ومظهرها ومحاورها مع الهدف المراد قياسه.

ثامناً : أساليب التحليل الإحصائي للدراسة:

تم تحليل البيانات واستخراج نتائج الدراسة وعرضها باستخدام الأساليب الإحصائية

(SPSS) .

تاسعًا: صعوبات الدراسة:

١- صغر عمر عينة البحث.

٢- كبر حجم العينة واتساع نطاق مجتمع البحث، وتوزعه في مناطق متفرقة في

مدينة الرياض . مما استلزم وقتًا طويلاً لجمع البيانات.

٣- استخدام العينة الطبقية التي استغرقت وقتًا طويلاً في تفريغ البيانات وتطبيق

المعاملات الإحصائية عليها.

الفصل الخامس:

نتائج التحليل الإحصائي للدراسة:

قامت الباحثة بتوضيح البيانات الأولية لمجتمع الدراسة ثم بعد ذلك تناولت تحليل نتائج متغيرات الدراسة التي تناولها البحث بشيء من التوسع والاستفاضة .

الفصل السادس:

-         أولاً: النتائج العامة

-         ثانيًا: التوصيات

-         ثالثًا: ملخص البحث

النتائج العامة للبحث :

بعد الانتهاء من عملية التحليل الإحصائي للبيانات الميدانية عن اتجاهات مفردات العينة نحو المشكلات الاجتماعية والدراسية والنفسية للمراهقات الاجتماعية. تمكنت الباحثة من حصر نتائج الدراسة في محورين   محور المشكلات الاجتماعية ، و محور المشكلات الدراسية .



التوصيات :

- 1توعية المراهقات بطبيعة المشكلات التي قد يتعرضن لها، وتوضيح أسبابها، وماهيتها كيفية معالجتها.

٢- توعية الوالدين بأهمية الصداقة في حياة المراهقات، فالصداقة تتيح للمراهقات إمكانية العثور على دور يقمن به، وتساعدهن على التحرر والاستقلال كما أنها تكسبهن المهارات والصفات الضرورية للمشاركة في الحياة الاجتماعية.

٣- تبصير الوالدين بمشكلات العلاقة مع الصديقات، وتوضيح أثر الصداقة على سلوك بناتهن المراهقات.

٤- توعية المراهقات بضرورة التفكير والتحليل قبل الاقتناع بآراء الصديقات.

٥- توضيح الدور الذي تقوم بها الأسرة في حياة بناتها المراهقات.

٦- دعم وتعزيز أواصر العلاقات الأسرية من خلال اتاحة الحوار وفرص التعبير عن الذات، والاحتواء بالحب و الحنان والتفهم لكل ما يطرأ على أفراد الأسرة من تغيير.

٧- توعية الأم بالكيفية التي تتمكن من خلالها المشاركة في الاختيارات الخاصة بابنتها المراهقة.

٨- تعزيز حب النظام واتباع التعليمات عند المراهقات، من خلال شكرهن وتقدير التزامهن بذلك.

٩- تقدير وشكر الطالبات ذوات المستويات الدراسية الجيدة ، وذلك لضمان الاستمرارية.

١٠ - مساعدة الطالبات اللاتي يعانين من مشكلات دراسية من خلال توضيح أسباب التأخر الدراسي لهن، والعمل على إزالتها.

١١ - تعزيز الروح الاجتماعية التي تتمتع بها المراهقة، من خلال العلاقات الاجتماعية وإتاحة الفرصة لها في المشاركة في أوجه النشاط الاجتماعي.

١٢ -تعزيز شجاعة المراهقة، من خلال توضيح ماهية الخوف، وأسبابه، وكيفية التخلص منه.

١٣ - تخليص المراهقات من مشكلة الخوف من فقدان الأحباء وذلك بمساعدتهن على النضوج الفكري والنفسي والديني.

١٤ - منح المدرسة الشكر والتقدير للطالبة التي تتمتع بروح إيجابية داخل الفصل، وذلك من خلال رفضها كل ما يعطل العملية التعليمية.

١٥ - الإشادة بالمراهقات اللاتي يتحكمن بأنفسهن عند الغضب، سواء في المدرسة أو في المنزل.

١٦ - تشجيع الطالبة على الإدلاء برأيها، أو طرح أسئلة خاصة بالمادة الدراسية.

١٧ - تشجيع اندماج المراهقات مع الكبار، من خلال تبصير الراشدين بضرورة تقبل المراهقات ومساعدتهن على الاندماج في عالمهن ومنحهن الفرصة لتغير اتجاهاتهن ومفاهيمهن وسلوكياتهن المختلفة بما يتناسب مع المرحلة الجديدة والمجتمع الجديد.

١٨ - النظرة لمشكلات المراهقات على أساس ترابطي، فالمشكلة الدراسية مثلاً قد تكون امتدادًا لمشكلات أخرى تعاني منها المراهقة.



وبعد الانتهاء من صياغة التوصيات الناتجة عن نتائج الدراسة قامت الباحثة بتلخيص بحثها بشكل موجز ومبسط حتى يسهل الالمام بكل جوانبها دون بذل الجهد والوقت في قراءة البحث كاملاً .





الفصل الثالث

إيجابيات الدراسة



  الايجابيات كثيرة في هذه الدراسة أكثر من أن نستعرضها كلها ولكن نستعرض بعضها :



1-   من الايجابيات الواضحة في الرسالة : الموضوع نفسه  وظهور شخصية الباحث وترجيحاته في بعض المواضع  .



2-   تناول الباحث للموضوع من كافة جوانبه واجابته على أسئلة الدراسة .



3-   احتواء الدراسة على مقترحات وتوصيات لمساعدة الأسرة التي يكون المراهق أحد أفرادها على التعامل معه . (ص 136)



4-    تتسم الدراسة بالبساطة وسلاسة الأسلوب، وهي في غاية السهولة والوضوح مما يسهل على القارئ حتى لو كان من غير المتخصصين قراءته والانتفاع به .



5-   قامت الباحثة بتلخيص بحثها بشكل موجز ومبسط حتى يسهل الالمام بكل جوانبه دون بذل الجهد والوقت في قراءة البحث كاملاً . (ص 138)



    6- استخدام الاختبار الاحصائي المناسب .







الفصل الرابع

سلبيات الدراسة



ما من مجهود بشري الا ويعتريه النقص والخطأ ،  فنذكربعض السلبيات وهي قليلة :

1-   مناقضة الباحثة لنفسها في ثنايا الدراسة حيث ذكرت أن المجتمع السعودي شديد الرقابة على الأبناء في سن المراهقة ، ثم وضحت أن أحد أسباب وقوع المراهقين في مشكلات مثل الإدمان على المخدرات أو السرقة أو غيرها من المشكلات هو غياب الرقابة الأسرية أو الإفراط في التدليل . (ص 32)

2-   قصدت الباحثة دراسة المجتمع السعودي بالتحديد في هذه الدراسة ولكنها أدخلت العديد من الدول الأخرى في الدراسة . (ص 110 )



3-   انعدام التوثيق في بعض مواطن الرسالة .



4-   عدم الاستدلال بالايات والاحاديث في الرسالة مع أن الايات والاحاديث الداعمة لهذا الموضوع كثيرة ، ولأهمية هذا المرجع لنا نحن المسلمين .

5-   صغرعمر العينة المختارة للدراسة .



                                       الفصل الخامس

الخاتمة

     وفي الختام نناشد الأهل استثمار هذه المرحلة إيجابياً، و ذلك بتوظيف وتوجيه طاقات المراهق لصالحه شخصياً، ولصالح أهله، وبلده، والمجتمع ككل. وهذا لن يتأتى دون منح المراهق الدعم العاطفي، والحرية ضمن ضوابط الدين والمجتمع، والثقة، وتنمية تفكيره الإبداعي، وتشجيعه على القراءة والإطلاع، وممارسة الرياضة والهوايات المفيدة، وتدريبه على مواجهة التحديات وتحمل المسؤوليات، واستثمار وقت فراغه بما يعود عليه بالنفع.
ولعل قدوتنا في ذلك هم الصحابة _رضوان الله عليهم_، فمن يطلع على سيرهم يشعر بعظمة أخلاقهم، وهيبة مواقفهم، وحسن صنيعهم، حتى في هذه المرحلة التي تعد من أصعب المراحل التي يمر بها الإنسان أخلاقياً وعضوياً وتربوياً أيضاً.
فبحكم صحبتهم لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ خير قائد وخير قدوة وخير مرب، واحتكامهم إلى المنهج الإسلامي القويم الذي يوجه الإنسان للصواب دوماً، ويعني بجميع الأمور التي تخصه وتوجه غرائزه توجيهاً سليماً.. تخرج منهم خير الخلق بعد الرسل _صلوات الله وسلامه عليهم_، فكان منهم من حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب في أولى سنوات العمر، وكان منهم الذين نبغوا في علوم القرآن والسنة والفقه والكثير من العلوم الإنسانية الأخرى، وكان منهم الدعاة الذين فتحوا القلوب وأسروا العقول كسيدنا مصعب بن عمير الذي انتدبه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ داعية إلى المدينة ولم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، وكان منهم الفتيان الذين قادوا الجيوش وخاضوا المعارك وهم بين يدي سن الحلم، كسيدنا أسامة بن زيد _رضي الله عنهم جميعاً_ وما ذاك إلا لترعرعهم تحت ظل الإسلام وتخرجهم من المدرسة المحمدية الجليلة.
والحمد لله رب العالمين...
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

                                                    المراجع

أسعد، ميخائيل إبراهيم : ١٩٩٨ م مشكلات الطفولة والمراهقة، الطبعة الثانية، بيروت: دار الجيل.

أسعد، يوسف ميخائيل : د.ت سيكولوجية الخوف، القاهرة: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع.

أسعد، يوسف ميخائيل : د.ت رعاية المراهقين، القاهرة: دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع.

إسماعيل، محمد عماد الدين : ١٩٨٩ م الطفل من الحمل إلى الرشد"الجزء الثاني: الصبي والمراهق"،الطبعة الأولى، الكويت: دار القلم للنشر والتوزيع.

الأشول، عادل عزالدين : د.ت علم نفس النمو. بدون مكان النشر.

جلال، سعد : .ت الطفولة والمراهقة، طبعة الثانية، دار الفكر العربي. بدون مكان النشر.

حسن، عبد الباسط محمد : ١٩٩٠ م أصول البحث الاجتماعي، القاهرة: مكتبة وهبة.

حسين، منصور وزيدان، محمد مصطفى : ١٩٨٢ م الطفل والمراهق، الطبعة الأولى، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية.

الحماد، حماد عبدالله : ١٩٩٣ م الخوف لدى طلاب وطالبات المرحلة الدراسية المتوسطة بمدينة الرياض وعلاقته بمتغيرات الجنس والعمر والتحصيل الدراسي، رسالة ماجستير. كلية التربية جماعة الملك سعود.

الخراشي، سليمان عمر محمد : ١٤١٣ ه المشكلات النفسية والتعليمية الشائعة لدى طلاب المرحلتين الثانوية والمتوسطة بمدينة الرياض، رسالة ماجستير. كلية التربية، جامعة الملك سعود.

الخلف، سعد إبراهيم محمد : ١٤١٥ ه القلق لدى المراهقين في المدينة والقرية دراسة مقارنة على عينة من مراهقي منطقة الرياض الإدارية، رسالة ماجستير. كلية التربية، قسم علم نفس، جامعة أم القرى.


هناك 5 تعليقات: